فصل: الأمر الثالث ترجمة الشارح المحقق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.الوحشة بين قراوش والأكراد.

كان للأكراد عدة حصون تجاور الموصل فمنها للحميدية قلعة العقر وما إليها وصاحبها أبو الحسن بن عكشان وللهدبانية قلعة إربل وأعمالها وصاحبها أبو الحسن ابن موشك ونازعه أخوه أبو علي بن أربل فأخذها منه بإعانة ابن عكشان وأسر أخاه أبا الحسن وكان قراوش وأخوه زعيم الدولة أبو كامل مشغولين بالعراق فنكرا ذلك لما بلغهما ورجعا إلى الموصل فطلب قراوش من الحميدي والهدباني النجدة على نصير الدولة بن مروان فجاء الحميدي بنفسه وبعث الهدباني أخاه وأصلح قراوش ونصير الدولة ثم قبض على عكشان وصالحه على إطلاق أبي الحسن ابن موشك وامتنع أخوه أبو علي وكان عكشان عونا عليه فأجاب ورهن في ذلك ولده ثم أرسل أبا علي في ذلك الأمر وحضر بالموصل ليسلم أربل إلى أخيه أبي الحسن وسلم قراوش إليه قلاعه وخرج ابن عكشان وأبو علي ليسلما إربل إلى أبي الحسن بن موشك فغدرا به وقبضا على أصحابه وهرب هو إلى الموصل وتأكدت الوحشة بينهما وبين قراوش.

.خلع قراوش بأخيه أبي كامل ثم عوده.

ثم وقعت الفتنة بين معتمد الدولة قراوش وأخيه زعيم الدولة أبي كامل وكان سببها أن قريشا ابن أخيهما بدران فتن عمه أبا كامل وجمع عليه الجموع وأعانه عمه الآخر واستمد قراوش بنصير الدولة بن مروان فبعث إليه بابنه سليمان وأمده الحسن ابن عكشان وغيرهما من الأكراد وساروا إلى معلابا فنهبوها وأحرقوها ثم اقتتلوا في المحرم سنة إحدى وأربعين يوما وثانيا ووقفت الأكراد ناحية عن المصاف ولم يغشوا المجال وتسلل عن قراوش بعض جموعه من العرب إلى أخيه وبلغه أن شيعة أخيه أبي كامل بالأنبار ووثبوا فيها وملكوها فضعف أمره وأحس من نفسه الظهور عليه ولم يبرح فركب أخوه أبو كامل وقصد حلته فركب قراوش للقائه وجاء به أبو كامل لحلته ثم بعث به إلى الموصل ووكل به وملك أبو كامل الموصل واشتط عليه العرب فخاف العجز والفضيحة أن يراجعوا طاعة أخيه فسبقهم إليها وأعاده إلى ملكه وبايعه على الطاعة ورجع قراوش إلى ملكه وكان أبو كامل قد أحدث الفتنة بين البساسيري كافل الخلافة ببغداد وملك الأمراء بها لما فعله بنو عقيل في عراق العجم من التعرض لإقطاعه فسار إليهم البساسيري وجمع أبو كامل بني عقيل ولقيه فاقتتلوا قتالا شديدا ثم تحاجزوا فلما رجع قراوش إلى ملكه نزع جماعة من أهل الأنبار إلى البساسيري شاكرين شاكين سيرة قراوش وطلبوا أن يبعث معهم عسكرا وعاملا إلى بلدهم ففعل ذلك وملكها من يد قراوش وأظهر فيهم العدل.

.خلع قراوش ثانية واعتقاله.

كان قراوش لما أطاعه أخوه أبو كامل بقي معه كالوزير يتصرف إلا أن قراوش أنف من ذلك وأعمل الحيلة في التخلص منه فخرج من الموصل سائرا إلى بغداد وشق ذلك على أخيه أبي كامل فأرسل إليه أعيان قومه ليردوه طوعا أو كرها فلاطفوه أولا وشعر منهم بالدخيلة فأجاب إلى العود وشرط سكنى دار الإمارة فلما جاء إلى أبي كامل قام بمبرته وإكرامه ووكل به من يمنعه التصرف.

.وفاة أبي كامل وولاية قريش بن بدران.

لما ملك قريش بن بدران وحبس عمه بقلعة الجراحية ارتحل يطلب العراق سنة أربع وأربعين وأربعمائة فانتقض عليه أخوه المقلد وسار إلى نور الدولة دبيس بن مزيد فنهب قريش حلله وعاد إلى الموصل واختلف العرب عليه ونهب عمال الملك الرحيم ما كان لقريش بنواحي العراق ثم استمال قريش العرب عليه ونهب عمال الملك الرحيم ما كان لقريش بن المسيب صاحب الحظيرة مخالفا عليه وبعث قريش بعض أصحابه فلقيهم وأوقع بهم فسار إليه قريش ولقيه فهزمهم واتبعه إلى حلل بلاد ابن غريب ونهبها ودخل العراق وبعث إلى عمال الملك الرحيم بالطاعة وضمان ما كان عليه في أعماله فأجابوه إلى ذلك لشغل الملك الرحيم بخوزستان فاستقر أمره وقوي (وفاة قراوش) وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة هذه توفي معتمد الدولة أبو منيع قراوش بن المقلد بمحبسه في قلعة الجراحية وحمل إلى الموصل ودفن بها ببلد نينوى شرقيها وكان من رجال العرب.

.استيلاء قريش على الأنبار.

وفي سنة ست وأربعين وأربعمائة زحف قريش بن بدران من الموصل ففتح مدينة الأنبار وملكها من يد عمال البساسيري إلى الأنبار فاستعادها.

.حرب قريش بن بدران والبساسيري ثم اتفاقهما وخطبة قريش لصاحب مصر.

كان قريش بن بدران قد بعث بطاعته إلى طغرلبك وهو بالري وخطب له بجميع أعماله وقبض على الملك الرحيم وكان قريش معه فنهب معسكره واختفى وسمع به السلطان فأمنه ووصل إليه فأكرمه ورده إلى عمله وكان البساسيري قد فارق الملك الرحيم عند مسيره من واسط إلى بغداد ومسير طغرلبك من حلوان وقصد نور الدولة دبيس بن مزيد للمصاهرة بينهما وكان سبب مفارقة البساسيري للملك الرحيم كتاب القائم له بإبعاده لإطلاعه على كتابه إلى خليفة مصر فلما وصل قريش بن بدران إلى بغداد وعظم استيلاء السلطان طغرلبك على الدولة بعث جيشا وزحف البساسيري للقائهم ومعه نور الدولة دبيس فالتقوا بسنجار فانهزم قريش وقطلمش وأصحابهما وقتل كثير منهم وعاث أهل سنجار فيهم وسار بهم إلى الموصول وخطب بها للمستنصر خليفة مصر وقد كانوا بعثوا إليه بطاعتهم من قبل فبعث إليهم بالخلع ولقريش جملتهم.